21. يتم التشغيل بواسطة Blogger.



مفهوم الحوار بدلالة التوحد ، والنقد بدلالة التعدد المصداقي محوران أساسيان لقراءة الخطاب الإسلامي المعاصر في محاولة التحقق بمدى حضورهما ضمن عالم متغيِّر متبدل بخصوصيات فكرية ، ناشئة من التلاقح المجتمعي أو الفكري المتباين في المجتمع الواحد ، منطلقين من حقيقة مفادها : لا عقل ثابت يحكم أنماط خطابنا الإسلامي ، ولا منهج ثابت شامل يحدد ماهية الربط بين الفكر والواقع ، فكلاهما نتيجة لاحقة لمقدماتها. ومن جانب آخر : ( ثمة هُوّة بين خطابنا الإسلامي المعاصر وبين واقعنا المعاصر ) . فالمفكر والباحث الإسلامي لم يزل ينأى بإشكالياته و طروحاته ، همومه وتساؤلاته عن واقعنا المعاصر . فمن يرى الإسلام خطاب العقل وسمو الذات ، ومن يرى الواقع الإسلامي خطاب السلطة وقمع الذات بدلاً من تشخيص إشكاليات واقعنا الإسلامي المعاصر ، ومحاولة عرضه لهمومه وتساؤلاته ووضع الحلول . فأين المفكر الإسلامي وأين رؤيته العقلانية مما يعانيه الخطاب بأزمته وانحساره . وأين هو من موجة التعصب والتطرف والإرهاب الفكري الموجه ضد الفكر الإسلامي نفسه بشكل خاص وواقعنا الإسلامي بشكل عام ، وما إلى ذلك من تساؤلات بحاجة إلى جواب . 

كتب قانون


وفي الجملة : الخطاب الإسلامي بالأمس يتعلق بالعقيدة والمعرفة . وخطابنا المعاصر وما بالغد بات يتعلق بالوجود الإسلامي الحضاري هوية وقيمة وقيماً ، متمثلاً بخصوصية الحوار الحضاري المفتوح والشفاف لخطابات الذات الإسلاميَّة المتعددة ، وديمومة تفعيل النقد البنَّاء واقعاً وحلولاً ، وصولاً لانبعاث المعاصرة والاستقبال على صعيد التنظير والتطبيق فكراً وواقعاً ؛ مما يستلزم الحضور الزماني وفق ماهية التجدد والتجديد خطاباً لا مبادئ . التجدد على مستوى الذات ، والتجديد على مستوى الغير ؛ وجوداً إنسانياً إبداعياً متفاعلاً . ولا يخفى على المطلع أنَّ هناك أمور يجب التوقف عندها وإن لم تسع الفرصة بهذه العجالة تفصيلها ؛ لذا نلمح إليها بالآتي إجمالاً : 

1- ماهية الخطاب الإسلامي : هل هو شمولي أو لا .

2- بُنيَتِهِ العقلانية أهي تراثية راجعة لأصولها ، أو منفتحة على الواقع عائدة للأصول . 

3- مدياته، أهي حضوره في الفكر المعاصر ، أو هو الانطواء والاكتفاء بالقدر المتيقن . 

4- هل مضمون خطابنا الإسلامي تَشكَّل من منهجية واحدة ، أو منهجيات متلاقحة . 

5- ما الآفاق المتاحة للمفكر الإسلامي في تفعيل خطابه . 

6- ما مدى انفعاله وتفاعله بكل ما يحيطه من تناقضات وتيارات واتجاهات وخطابات ؛ ليؤشر الحضور الفكري للخطاب الإسلامي واقعاً وثقافة . 

7- ما هي إضافات المفكر الإسلامي اليوم على الخطاب الإسلامي . فهل ثمة إنقداحات تنطلق من الواقع لنفاعلها مع النص بقراءة جديدة دون الركون إلى مرتكزات نفسية مسبَّقة ، بل متفاعلة مع الواقع ؛ لتكييف الجو المعاصر بالأصل النصي وصولاً لنتائج مقبولة . 

وبعبارة أخرى وتصوير مغاير : إنَّ دلالات النص - كما أشرت في بعض مؤلفاتي - لا تتوقف عند مستوى واحد من الفهم ، بل هي تتعدد و تتنوع باختلاف الأزمان ، والأشخاص ، ومستويات الفهم والإدراك، وإنَّ للنص قابلية للانفتاح على قراءات مختلفة تتجدد بتجدد أفكار البشر واتساع مداركهم المعرفية ، وإنَّ التجديد الفكري في الإسلام ليس نسخاً أو تأسيساً لفكر جديد، أو مجرد إحياء لفكر قديم ، بل هو عملية تفاعل حيوي داخل فكر قائم ؛ لإعادة اكتشافه وتطويره وفقاً للفهم الزمني الذي يعي حاجات العصر.

المشاركات الشائعة

www.law-arab.com lawyer google.com laws كتاب شمس المعارف